السبت، 17 يوليو 2010

زملاء العمل... ماهي حدود العلاقة؟

 

زملاء العمل... ماهي حدود العلاقة؟


إن العمل عبادة، واتجاه المرأة للعمل صار ضرورة لابد منها للعديد من الأسر، حيث لم تعد مجرد رفاهية أو وسيلة لشغل الوقت، بل صارت جزءاً أساسياً من خطة تمويل الأسرة ... جزءاً لا غنى عنه. إن سوق العمل وبيئته يجمع بين جنباته العديد من النماذج وقد كان لوجود المرأة إلى جوار الرجل في بيئة العمل العديد من الفوائد من تحقيق أهداف مختلفة قد يعجز أحدهما عن تحقيقها، وبذلك ينشأ التكامل المطلوب لصنع النجاح.

المرأة هي المحرك الأول


إن نزول المرأة لسوق العمل لا يعني أبداً أنها على استعداد لتقديم التنازلات، فهذه فكرة خاطئة تماماً، كما أن اهتمامها بمظهرها وتعاملها بشكل جيد مع كافة الزملاء لا يعني أيضاً أنها ليست على خلق قويم، فالأدب في التعامل مبدأ هام من مبادئ الإنسانية يجب الحفاظ عليه.

المشكلة دوماً هي "التوقعات المسبقة" والتي يضعها المجتمع والزملاء عن المرأة العاملة، فكل امرأة جميلة أو مهندمة لا تسعى سوى لجذب الأنظار...كل فتاة حباها الله صوتاً رقيقاً لا دخل لها فيه هي متصنعة ومائعة.

ماذا المبالغة، ولماذا الاتهامات؟


إن المرأة في أي مكان هي المحرك الأول لتصرفات من يتعامل معها، فبإمكانها وضع الخطوط الحمراء وإرغام الجميع على احترامها أو العكس، فأغلب الرجال يتوقعون من المرأة التعامل بلين ولطف، وإظهار الأدب والتعامل بشكل لطيف قد "يوهم " الكثيرين باهتمام المرأة بهم بشكل خاص، لذا فلابد من التعامل مع جميع الزملاء بشكل واحد وغير متكلف بحيث لا تفضل المرأة زميلاً لها على الآخر، فيصبح الأمر في النهاية أمراً عادياً مع الجميع، وتنتهي التوقعات الخاطئة.


* قواعد ضرورية


كما ذكرنا فإن وضع خطوط حمراء هو أفضل الطرق للحفاظ على علاقة صحية مع الزملاء من الرجال، بالإضافة أنه يحفظ سمعة المرأة العاملة، والتي تعد ذات أهمية قصوى في مجتمعاتنا الشرقية.

وأهم القواعد التي يجب على المرأة العاملة مراعاتها في علاقاتها مع الرجل في بيئة العمل:
  • التعامل مع الجميع من منطلق الآخوه، أي التأكيد على لفظ "الآخوه" بين الجميع بحيث يتأكد كل الزملاء أن تصرفات المرأة خلال العمل لا يمكن أن تحمل أي معنىً آخر.
  • الابتعاد عن المجاملات الغير ضرورية بين الزملاء كتقديم الهدايا الخاصة في مناسبات غير معروفة لبقية الزملاء بالإضافة إلى تجنب تقديم الهدايا بشكل فردي، ولكن لا مانع بالطبع من مشاركة الزملاء في مجاملة زميل بمناسبة إنجابه لطفل أو عودته من الحج مثلاً، مع الاهتمام بأنه عندما تجاملين زميل ما، فلابد من مجاملة الآخرين بنفس الأسلوب والمستوى.
  • تجنب التطرق لأحاديث خاصة أو خارجة عن مجالات العمل كأن تستمع المرأة لشكاوى زميل لها عن زوجته أو أمراضه مثلاً أو إظهار التعاطف الفردي نحو زميل بعينه، فهذا الأمر قد يؤدي لفتح أبواب من الإعجاب بين الرجل والمرأة قد لا تفطن لها المرأة في وقتها، مما قد يؤدي بالفعل لنشوء علاقة بينها وبين زميلها. الحديث مع الزملاء من الرجال لا بد أن يكون بشكل علني بعيد عن الأبواب المغلقة، مع الاكتفاء بالحديث في مجال العمل والاحتفاظ بأضيق الحدود من الأحاديث الخاصة.
  • المزاح أمر لا بأس به بين زملاء العمل، ولكن بشرط الاكتفاء بالمزاح المناسب الذي قد يشارك فيه الجميع والذي لا يسمح بتطاول أحد عليك بقول أو فعل، مع الابتعاد نهائياً عن استعمال الأيدي مع زملائك من الرجال.
  • الابتعاد عن النميمة، فتبادل الأحاديث من هذا النوع قد يؤدي للتطرق إلى موضوعات حساسة لا تصلح للمناقشة بين رجل وامرأة غريبين عن بعضهما.
  • مراعاة عدم التواجد مع زميل لك لوحدكما أبداً حتى لو اضطررت لهذا بحكم العمل، حاولي التواجد وسط بقية الزملاء، فحتى إن لم يكن زميلك يسعى لأمر سئ، فقد تطولك أعين وألسنة بقية الزملاء.
  • الابتعاد عن الحديث عن مشاكلك الخاصة مع زوجك أو أسرتك، فهذا يندرج تحت بند "السرية التامة"، فتعرف الجميع على مشاكلك هو خطوة في معرفة نقاط ضعفك، وبالتالي التسلل إليك من خلالها.
  • لابد من الحذر من الزملاء "سيئي السمعة"، فالتفاح الفاسد يفسد بقية الثمار في السلة .إن وجودك مع الزملاء سيئي السمعة سيتسبب في اعتبارك مثلهم في أعين الكثيرين، بالإضافة أنهم سيقومون بالحديث عنك بشكل مغالط قد يسئ إلى سمعتك أيضاً.
  • مظهر المرأة العاملة هام كما ذكرنا، وخاصة إن كانت تعمل في مجال يهتم بالمظهر بشكل أساسي، كمجالات السياحة والعلاقات العامة مثلاً، لذلك فاهتمام المرأة بمظهرها لا يمكن إهماله، ولكن لتحرصي عزيزتي المرأة على الالتزام بالمظهر العملي المناسب لفترات العمل الصباحية من حيث عدم الإفراط في الزينة أو استخدام العطور النفاذة مع مراعاة الاحتشام وارتداء الألوان الغير ملفته للنظر، فمظهر المرأة هو علامتها الأولى وهو وسيلة الحصول على "الانطباع الأول" لدى الجميع، فحاذري من إرسال رسالة خاطئة.
  • إن بيئة العمل مع كل ما يحويها من مواقف هي أمر تواجهه المرأة العاملة كل يوم، لذلك لا بد أن تكون مؤهلة نفسياً وبدنياً لمواجهة مصاعبه. إن التجاوزات من بعض الزملاء قد تحدث فعلاً، وفي هذه الحالة لابد من إيقاف كل شخص عند حده برفع الراية الحمراء والتصرف بحزم وشدة مع هذا الشخص، فالتراجع أو الخجل في هذه الحالة سيدعو المخطئ للتمادي، وهذا سيؤدي في النهاية إلى تشويه سمعة المرأة العاملة للأبد،لذلك الحسم هو سيد هذا الموقف.







0 comments:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...